تباينت مواقف القوى الإقليمية والدولية من انتخابات الرئاسة اللبنانية التي يجري الاستعداد لها حاليا، فقد أعلنت أن أمر اختيار الرئيس اللبناني ينبغي أن يترك للبنانيين وحدهم، لكن رغم إقرارها لهذا المبدأ أخذت مواقفها السياسية مسارات مختلفة.
الفرنسي
الموقف الفرنسي مبني على ثلاثة مستويات، الأول من قبيل الدبلوماسية العامة تعبر باريس من خلاله عن "حرية اللبنانيين في اختيار رئيسهم" وأن هذا الأمر "مسألة تخصهم وحدهم".
والثاني يوغل في أمور سياسية بعيدة، فيطلب معرفة كل شيء عن المرشحين للرئاسة، برامجهم وتوجهاتهم إزاء فرنسا، كما جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية باسكال أندرياني.
أما الموقف الثالث فيتبع أسلوب المناورات والمساومات لتحقيق مرامي السياسة الفرنسية في لبنان، فيصر -على حد قول أندرياني- على تلقي "أجوبة مباشرة" على أسئلة للرئيس نيكولا ساركوزي بعث بها عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية لنظيره السوري بشار الأسد تربط بين تحسن العلاقات الفرنسية السورية وموافقة الأخيرة على "تسهيل انتخاب الرئيس اللبناني القادم".
الأميركي
"
الخلافات المزمنة بين الولايات المتحدة وكل من إيران وسوريا تجد لنفسها مكانا للظهور في انتخابات الرئاسة اللبنانية، فتصر واشنطن على إبعاد نفوذ طهران ودمشق من هذا الاستحقاق المهم
"
واشنطن كانت أكثر صراحة في موقفها إزاء الانتخابات الرئاسية اللبنانية، فأعلنت بطريقة مباشرة لا التواء فيها أن هدفها في المرحلة الحالية هو إبعاد النفوذ الإيراني والسوري من مجال اختيار الرئيس اللبناني، سواء أكان نفوذا مباشرا تمارسه بنفسها أو غير مباشر تنفذه عن طريق حزب الله.
وعبرت عن هذا الموقف مديرة مكتب شؤون المشرق في الخارجية الأميركية جينا أبركرومبي وينستانلي بقولها "إن واشنطن سترفض أي مرشح وثيق مع حزب الله، ويعمل لاستعادة نفوذ سوريا، وتدخل إيران في الشأن اللبناني".
الاتحاد الأوروبي
أما الاتحاد الأوروبي فقد جاء موقفه مشابها في المجمل لمواقف فرنسا والولايات المتحدة والسعودية. حيث أكد الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا على أن ما يهم الاتحاد الأوربي "هو أن ينتخب الشعب اللبناني الرئيس الذي يريد، وفق ما هو وارد في الدستور".
وطالب سوريا بألا تتدخل، موجها حديثا لها بقوله إن "أفضل طريقة تتبعها دمشق لمساعدة لبنان هي تركه يقوم بما عليه القيام به".
السعودي
لا يختلف كثيرا الموقف السعودي عن موقفي فرنسا والولايات المتحدة، إذ تصر الرياض -كما صرح بذلك السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة- على أن تكون انتخابات الرئاسة في لبنان "بعيدة عن النفوذ السوري والإيراني".
وأضاف أن أمر اختيار الرئيس اللبناني لا ينبغي أن يكون "بازارا سياسيا"، كما لا ينبغي أن تسعى المعارضة لفرض مرشح للرئاسة تكون مهمته الأساسية "التملص" من القرارت الدولية المتعلقة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.
الإيراني
إيران تصرح بأنها ترفض ما تصفه بالتدخل الدولي في انتخابات الرئاسة اللبنانية، وتعتبر أن أمن لبنان واستقراره واختيار رئيسه القادم "لا يتطلب حلا يفرضه الخارج" وتؤكد على أن الرئيس ينبغي أن يأتي "بالتوافق بين اللبنانيين" على حد تعبير وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي.
السوري
وعلى المنوال نفسه تنسج سوريا موقفها، وتؤكد على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم على أن دمشق سوف "تحترم ما يتفق عليه الفرقاء اللبنانيون بشأن اختيار رئيس لهم"، وأشادت بمقترح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الداعي إلى انتخاب رئيس بالتوافق مع توفر نصاب ثلثي أعضاء مجلس النواب في جلسة الانتخاب.
الجامعة العربية
الجامعة العربية أكدت على حساسية وخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان حاليا، ونصح أمينها العام عمرو موسى اللبنانيين بأن يلعبوا الدور الأكبر فى اختيار رئيسهم، والقيام بذلك بكل ثقة ونظرة مستقبلية.