ايران مهد السلام في العالم واثار تخت جمشيد شاهد على ذلك
اسم ايران والايرانيون كانا ومنذ بدء تاريخ البشرية يسطعان في الارض باعتبارهما رسلا للسلام والرحمة والالتزام بالقوانين، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال المرور بين خبايا اعمدة التاريخ في آثار تخت جمشيد «برسبوليس».
ان التاريخ الذي يتراءى امام الاعين في جدران ونقوش تخت جمشيد يشهد على ان اسم ايران كان ومنذ البداية مقترناً بمبادئ السلام والقانون والرحمة والمروءة، والالواح والاعمدة في هذا الصرح الاثري والتي تضم بين طياتها جوانب من تاريخ ايران تضع مبادئ السلام والحق والمحبة وحب الخير امام اعين العالم وهي براهين لا يمكن لاحد ان يطعن فيها.
ان حب الخير للناس وباقي الامم، والدعوة للسلام والالتزام بالقانون والاهتمام بحقوق المواطنة هي بعض الامور التي بالامكان استنتاجها من الرقيمات الحجرية الموجودة في تخت جمشيد.
وتحتوي هذه الرقيماتعلى دعوات تحث الناس على الالتزام بالقانون وعبادة «اهورا مزدا = الاله».
ان الجميع يعتبر تخت جمشيد مهد التاريخ والحضارة الفارسية القديمة وتذكارا لعظمة الايرانيين وغرورهم القومي.
واليوم يستقبل تخت جمشيد الكثير من الزوار والسياح من الداخل والخارج ويقضي الالاف من السياح بعضا من وقتهم هناك ليشاهدوا التاريخ عن قرب ويروا كيف اهدت ايران للعالم في تاريخها العريق العظمة والنقاء والصفاء والمروءة وحب السلام والالتزام بالقانون. وعندما نطالع مقتطفات من وصية داريوش الكبير «دارا» ونصل الى القسم المتعلق بالقانون المحبة ورعاية الانسان تبرز لنا اسس صلابة ايران والايرانيين اكثر فاكثر.
ان مجموعة تخت جمشيد المسجلة ضمن قائمة الآثار والتراث الثقافي العالمي ومنظمة التراث الثقافي والسياحي وتخضع لاشراف اليونسكو تستقبل سنويا الالاف من عشاق التراث الايراني القديم.
ومجموعة تخت جمشيد التاريخية «والمعروفة عند الاجانب باسم برس بوليس «Perspolis» تضم قصورا شيدت في عصر ملوك ايران القديمة ورغم ان هذا الصرح العظيم كان قد احرق من قبل الاسكندر المقدوني ومحي من الوجود الا ان عظمته وشوكته ما زالت باقية لغاية الان.
ويعود تاريخ بناء تخت جمشيد الى ۵۱۲ عاما قبل الميلاد، وحسب ما جاء في النصوص التاريخية فان بناء هذه المجموعة التاريخية استغرق ۱۵۰ عاما. وقد بدأ داريوش الاول بناء تخت جمشيد عام ۵۱۸ قبل الميلاد حيث شيد قصرى «آبادانا» و«تجر» اللذان ما زالت بقاياهما ماثلة للعيان الى الآن، وهذان القصران يمثلان اجمل الاقسام المبنية من الصخر في مجموعة تخت جمشيد وهما يسحران الناظر اليها لعظمتها وابهتهما.
وبعد داريوش جاء ابنه الملك «خشايار شاه» الذي شيد قصر «هديش» كما وضعت في عهد هذا الملك تصاميم قصر «صدستون = الاعمدة المائة» الكبير والذي اكمل تشييده الملك «اردشير» الاول وكان يستخدمه لاستقبال الضيوف الذين كانوا يزورون تخت جمشيد من مختلف الشعوب والامم في العالم.
وتبلغ مساحة مجموعة تخت جمشيد التاريخية ۱۳۵ الف مترمربع، وكانت مدفونة تحت التراب لمدة اكثر من ۲۰۰۰ عام.
ان العظمة الكامنة في كل صخرة مستخدمة في تشييد هذا الصرح الاثري الخالد تسلب انظار كل ناظر اليها ايرانيا كان ام غير ايراني، وتأخذه الى نقطة الذروة في التاريخ، حيث تتجلى معاني الانسانية الخالدة فقط وليس هناك مكان للعرق واللون.
ومن الاعمال الملفتة للنظر التي تم تنفيذها في تخت جمشيد لبيان عظمة وتاريخ حضارة بلاد فارس اجراء برنامج الصوت والضوء حيث يجري من خلال هذا البرنامج سرد حكاية هذا البناء القديم من خلال الاضاءة وبث الصوت في ظلام الليل الحالك لتجسيم عظمة التاريخ والحضارة الفارسية.
وهذا البرنامج الذي يقام في تخت جمشيد خلال الليل يلقى الاستحسان والاستقبال من قبل المسافرين والسياح.
وتقع آثار تخت جمشيد في مدينة «مرودشت» الواقعة على بعد ۴۰ كيلومتراً شمال مدينة شيراز.
نقلا عن صحيفة ايران