بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاعزاء (على سيرة القصص )
لا اطيل عليكم هذه اول مشاركة لي اتمنى ان تحوز على رضاكم وهي من روائع قصص الحب في التاريخ الإسلامي واعذروني على صياغة القصه ان كان بها خلل فهو من اسلوبي الخاص وكل ابن آدم خطاء
والآن أدعكم مع القصة.........
كان هناك طفل يتيم يدعى عروة توفي والداه وهو صغير وأقام مع عمه وزوجته وكان لعمه ابنة اسمها عفراء فربي معها
عروة وعاش معها طفولته البريئة إلى أن نشأ في بيت عمه و كبر وترعرع وحجبت عنه ابنة عمه ولكن عروة شغف قلبه
بحب ابنة عمه شغفا عظيما فا حبها حبا لم يستطع تحمله فذهب إلى عمه طالبا يد ابنته فلما اخبر عمه بذلك سر عمه بهذا
الخبر وفرح ولكنه في نفس الوقت أسف وحزن لأنه يعلم أن ابن أخيه ليس لديه المال الكافي لمهر ابنته فقال لابن أخيه : كم
سررت لسماع هذا الكلام ولكنك تعرف يا بني متطلبات الزواج فسر عروة لموافقة عمه وقال : ابشر يا عمي فما مهرك فقال
عمه : ثمانون ناقة . فوافق عروة وطلب من عمه إمهاله سنتان حتى يجمع هذا المال فوافق عمه وقال أنت لعفراء وعفراء
لك فا نطلق عروة بعون الله يجمع المال وتمر الأيام والشهور ولا خبر عن عروة وبعد مرور سنة ونصف تقريبا أتى رجل
من كبار التجار في الشمال والغالب انه من العراق إلى القرية وشاهد عفراء فأعجب بها وطلب يدها من أبيها ولكن أباها رده
لأنها الآن أصبحت من نصيب عروة إن احضر المهر واتى إليه التاجر مرة أخرى فرده الأب فيئس التاجر وذهب إلى حال
سبيله وعندما علمت الزوجة ذهبت الى زوجها وقالت له أنت تعلم أن عروة الآن مضى عليه أكثر من سنة ولا ندري أهو
ميت أم حي ولا نعلم من أمره شي والبنت تأخرت على الزواج والرجل الذي أتانا من كبار التجار وصاحب وجاهة ومال ولا
يرد أبدا وأخذت تقنعه بذلك إلى أن وافق وقال إذا أتاني مرة أخرى سأزوجه فذهبت المرأة الخائنة وأرسلت إليه من يخبره بان
زوجها سيوافق إن أتاه مرة أخرى فذهب التاجر إلى الأب وطلب منه يد ابنته فوافق الأب ودقت الطبول ووضعت الولائم
واجتمع أهل القرية على هذا العرس البهيج بفرح وسرور إلا شخصا واحدا ألا وهو عفراء الفتاة المسكينة التي تنتظر حبيبها
بفارغ الصبر ليأتي وينقذها مما هي فيه فلم توافق على هذا الرجل ولم ترض به ولكن هذه الأم الخائنة للعهود أرغمتها
وهددتها على هذا الزواج فكان بالغصب فزفت إلى التاجر وغادرا إلى الشام وفي هذه الأثناء كان عروه يجوب البلدان بحثا
عن بعض المال ليكمل مهره وهو في كل لحظة لا يغيب عن باله التفكير في حبيبته وروح قلبه وابنة عمه ومعشوقته عفراء
وهو لا يعلم شيئا عن خيانة عمه له إلى أن أكمل المال وانطلق وهو يتطاير فرحا إلى قريته وقد أنهكه طول الطريق ولكن
حرارة الشوق تبعث فيه الطاقة والأمل ليواصل المسير إلى بلده فلما وصلت الأخبار إلى عمه بقرب وصول عروة صعق
وامتقع وجهه ولم يدر ماذا يفعل فأشار إليه احدهم بان يبني قبرا ويخبره بان عفراء قد ماتت فأعجب العم بهذا الرأي فذهب
إلى ناحية من الجبل فأقام فيه القبر فلما وصل عروة فرحا متهللا دخل على عمه وقال : ابشر ياعماه فها هو المهر فبدت
على العم علامات الحزن واخبره بان عفراء ماتت وهذا قبرها فصدم عروة لهذا الخبر وجن جنونه ابنة عمي وحبيبة قلبي
في هذا القبر وانفجر في البكاء والحزن الشديد وعكف على قبرها ينتحب ويبكي عليه لايفارقه أبدا ومضت به الحال على هذا
المنوال وفي يوم من الأيام اقبل عليه رجل وعلى وجهه علامات التعجب والذهول وقال ماذا تفعل يا عروة فقال له عروة
ابكي ابنة عمي فقال الرجل أتقصد عفراء فقال عروة نعم فقال له الرجل عفراء تزوجت منذ زمن فلان بن فلان وذهبت معه
إلى الشمال فدهش عروة لهذا الخبر وذهب من فوره إلى الشام وعندما وصل البيت المقصود استقبله التاجر بطيب وترحيب
وأكرمه وهو لا يعلم انه عروة فأقام عروة لديهم ثلاث ليال لا يعلمون شيئا عنه إلا انه ضيف غريب أتى من بلاد بعيده وفي
يوم خرج التاجر إلى أعماله فاتت الجارية بماء لتسقي به الضيف الذي هو عروة فشرب عروة وعندما انتهى وضع خاتمه في
الإناء فعادت به الجارية ومن عادتهم قديما أن يشربوا من إناء واحد فذهبت بالاناء الى سيدتها لتشرب وعندما همت
بالشرب رأت الخاتم وذهلت لأنها تعرف صاحب هذا الخاتم تعرفه تماما فمن المستحيل أن تنسى حبيبها وابن عمها فلما عاد
زوجها أخبرته وكان يعرف قصت ابن عمها تماما فذهب إلى عروة واحتضنه وادخل عليه ابنة عمه وقال له إن أردت أطلقها
هذه الساعة فرفض عروة واكتفى برؤية ابنة عمه سالمة غانمة وغادر لا يلوي على شيء وقلبه محطم من الداخل على خيانة
عمه وضياع حبه وأمله الوحيد في هذه الحياة ومن يومها سقط طريح الفراش ترعاه امرأة رثت لحاله فأرادت مساعدته
واعتلت صحته فلا يأكل ولا يشرب وأصبح لا يتكلم أيضا وضل على هذه الحال المؤلمة يبكي حبيبته إلى أن مـــات..
مات قتيل الحب (عروة ابن حزام)
ويقال ان عفراء ماتت بعد وفاته بأيام حزنا عليه
وقد رثى عروة نفسه بقصيدة يشكي بها حاله والقصيدة طويلة من تسعين بيتا ولكن لا يتسع بنا المقام لذكرها وهي من روائع القصائد إلا إذا طلب الأعضاء الأعزاء مني أن اذكرها فلا شيء يغلى عليهم ولكن حاليا اذكر مقتطفات منها
فيقول في مطلعها :-
خليلي مـن عـليا هلال ابــن عامــر *** بصنعاء عوجا اليوم وانتظراني
ولا تزهدا في الأجر عندي وأجملا *** فــإنكمــا بـي اليـوم مـبـتـلـيــــان
الم تعلما أن ليس في المرخ كـــله *** أخ وصديـــق صالــح فـــذرانــي
ويقول أيضا :-
على كبدي من حب عفراء قرحة*** وعينــاي من وجد بها تكفــــان
فعفراء أرجى الناس عندي مودة *** وعفراء عني المعرض المتوان
فيا ليت كــل اثنين بينهمــا هــوى *** مــن النــاس والأنعام يلتقيـــان
فيقــضي حبيب مــن حبيب لبانــة *** ويــرعـاهمـا ربــي فــلا يريــانويقول أيضا:
واني لأهوى الحشر إن قيل أنني *** وعفراء يوم الحشر ملتقيان
فيــا لـيت محيانا جميعــا وليتــنـا*** اذا نحن متنا ضمننا كفنــان
ويقول أيضا في ذكر عمه :-
يكلفني عمي ثمانين ناقة *** ومالي والرحمن غير ثمان
ويقول أيضا:-
[color:e23a=red:e23a]فيا عم ياذا الغدر لا زلت مبتلا *** حلــيفــا لهــم لازم وهــوان
غدرت وكان الغدر منك سجيتا *** فأورثت قلبي دائما الخفقـان
وأورثتني غما وكربا وحسرتـا *** وأورثت عيني دائم الهمــلان
فلا زلت ذا شوق إلى من هويته *** وقلبك مقســوم بكـــل مــكان
القصيدة تطول لكن إن أردتموها كاملة طلباتكم أوامر واعتذر بشدة على الاختصار فقد تعبت من الكتابة
واعتذر على الأخطاء الإملائية والنحوية في القصة فقد ذكرتها لكم بأسلوبي الخاص وهي قصة حصلت في العصر الأموي
اكرر شكري واعتذاري الى اللقاء في قصة قادمة ان شاء الله
--------------------------------------------------------------------------------